أوصت دراسة تطبيقية حديثة بإقرار مادة علمية عن التربية الجنسية في مقررات الثقافة الإسلامية والدين وعلمي الاجتماع والنفس، والتركيز على تداول كتاب يحوي معلومات وثقافة علمية جنسية بين الأبناء والبنات في الأسر، وبين الطلاب والطالبات في مدارس التعليم العام، والكليات الجامعية والتعليم الفني.
جاء ذلك في الكتاب الذي أصدره مؤخراً مركز التنمية الأسرية في الأحساء، بعنوان (التربية الجنسية والعلاقات الزوجية في الأسرة السعودية)، للدكتور محمد إبراهيم السيف, حيث نوه مُعدّ الدراسة الدكتور إبراهيم بن مبارك الجوير أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أهمية أن يكون الكتاب جزءاً من هوية المجتمع بدفع المعونات للكتاب.
وأن يكون الكتاب العلمي المتخصص في الجنس والزواج والحب ضمن الاستراتيجية الثقافية حافزاً لترسيخ الأخلاق والقيم، مع تعميق ثقافة الحوار في التربية الجنسية، ودعا الباحث في وزارة الشؤون الإسلامية إلى توجيه خطباء الجوامع في المساجد إلى التحدث عن الأسرة والزواج والعلاقات بين الزوجين.
مقترحاً على وزارتي العدل والصحة الترخيص لفتح مؤسسات اجتماعية ونفسية وطبية ربحية وخيرية تلجأ إليها الأسر السعودية لقياس الشخصية، والتأكد من صلاحية الفرد للزواج ونضجه العاطفي وصحته النفسية، على أن يدخل ضمن متطلبات عقد النكاح التأكد من خلو زوج المستقبل من الأمراض الجنسية والوراثية والمعدية.
وكان الجوير قدم دراسة تطبيقية في علم الاجتماع تكشف تربية الأبناء والبنات الجنسية نحو استراتيجية للتربية الجنسية في المجتمع السعودي، ويعالج الكتاب القضية التي تناولها بأسلوب سلس، وفي صفحات قليلة نسبياً، ما يحقق الغاية المطلوبة في الكتاب، ويحوي 118 صفحة، واعتمد المؤلف على استبانات دقيقة شارك فيها 190 زوجاً وزوجة سعوديين، وكشفت الدراسة أهمية التربية الجنسية للأطفال، وتناولت تسع مهارات في التربية الجنسية، و17 معلومة رئيسة تدعم ذلك, والتي بينت عظم مشكلاتهم الجنسية مع شريك الحياة، والمعدلات الإحصائية التي تبرز كبر حجم المشكلة، حيث إن 40 بالمائة من الأزواج يواجهون مع شريك الحياة مشكلات جنسية.
5 استراتيجيات لتأهيل الأبناء والبنات
طالب مُعدّ الدراسة الدكتور إبراهيم الجوير بتحديث آلية التربية في المدارس من أسلوب التلقين والانتقاد والتحكم، إلى استماع المعلمين والمعلمات لمشاكل واحتياجات الطلاب والطالبات، وتنظيم مراكز خدمة المجتمع ومراكز التدريب ومراكز التنمية الأسرية لدورات علمية متخصصة بالتربية الجنسية، يلتحق بها المعلمون والمعلمات والمرشدون والأخصائيون التربويون والنفسيون والاجتماعيون وأولياء الأمور.
من جهته, بنى مؤلف الكتاب الدكتور محمد إبراهيم السيف توصياته على خمس استراتيجيات شملت «تنفيذ مواد الاستراتيجيات عندما يبلغ الأبناء والبنات سن العاشرة، مع إعطاء المعلومات الجنسية حسب أهميتها لكل مرحلة عمرية للأبناء والبنات، وبما يتناسب مع النمو الجسمي والنضج العقلي.
مع الحرص على تزويد الأولاد بمعلومات علمية جنسية مبكراً، تسبق احتياجات المرحلة العمرية القادمة، وتصحيح الأفكار الاجتماعية الخاطئة عن الجنس، وتزويد الأبناء والبنات بمعلومات جنسية صحية وجسدية ونفسية واجتماعية وطبية، وتأهيل الأبناء والبنات للزواج وتحقيق السعادة الزوجية والمودة والرحمة بين الزوجين، ووقايتهم من الأمراض الجسمية والنفسية والانحرافات الجنسية السلوكية والشاذة».
الكاتب: علي اليامي- الأحساء
المصدر: موقع المستشار